الدنمارك تكافح تداعيات المناخ بأكبر استثمار بالبنية التحتية عالمياً
الدنمارك تكافح تداعيات المناخ بأكبر استثمار بالبنية التحتية عالمياً
تكثف الدنمارك جهودها لمكافحة ظاهرة التغير المناخي وتداعياتها، وفي إطار هذه الجهود أعلنت الحكومة الدنماركية عن إطلاق أكبر مزرعة لتوليد الرياح في العالم بقدرة تصل إلى 10 غيغاواط.
وبحسب التقرير، سيغطي المشروع كل احتياجات الكهرباء في الدنمارك، بالإضافة إلى تصدير الفائض إلى بعض الدول المجاورة، وذلك وفقاً لتقرير نشره موقع فويس أوف أمريكا.
تفاصيل المشروع
وأوضح التقرير أن مزرعة الرياح البحرية ستقام على جزيرة صناعية في بحر الشمال، على مساحة نحو 80 كم، أمام سواحل الدنمارك، وهو ما يعادل مساحة نحو 64 ملعباً لكرة قدم، ويتضمن أيضاً وحدات التخزين، والمحولات، ومهبطاً للمروحيات، ومركزاً للأبحاث ولاستقبال الزائرين.
وأثناء زيارته واشنطن خلال الشهر الجاري، قال وزير المناخ والطاقة في الدنمارك، دان يورغنسين، إنه «من الممكن إقامة المئات من توربينات الرياح حول تلك الجزيرة، ونظراً لأن عدد سكاننا نحو 5.8 مليون نسمة، فإن الطاقة المولدة منها ستفيض عن احتياجاتنا، ونريد أن نجد دولاً أخرى لتستفيد من تلك الطاقة».
وأضاف أن بلاده تجري مباحثات بهذا الشأن، مع بعض الدول الأوروبية، وتقول الحكومة الدنماركية إن الطاقة المولدة من مزرعة الرياح الجديدة، تصل في حالة استكمالها، إلى الطاقة القصوى، وهي 10 غيغابايت، أي أنها تكفي لنحو 10 ملايين منزل، والتخطيط الحالي يجعلها تنتج طاقة تراوح ما بين 3- 10 غيغابايت.
أكبر مزارع الرياح
ووفقاً للتفاصيل المعلن عنها، ستكون مزرعة الرياح الدنماركية البحرية، أكبر مزرعة رياح بحرية، متفوقة على المزرعة البريطانية المقامة في البحر الأيرلندي، بطاقة 0.66 غيغابايت، والتي توفر الكهرباء لنحو 660 ألف منزل.
وبذلك سيتغلب المشروع الدنماركي على الصين التي تمتلك حالياً أكبر مزرعة رياح في العالم بقدرة 10غيغابايت، والمقامة في شمال غرب مقاطعة غانسو، وتأتي بعدها مزرعة جيسلمير في الهند بطاقة 1.6 غيغابايت.
تكنولوجيات حديثة
وأشار يورغنسين إلى أن المشروع سيكون أكبر استثمار في البنية التحتية في أي دولة، في تاريخ العالم، وسيكون نموذجاً ناجحاً للأعمال.
ولفت التقرير إلى أن المشروع يحتوي على أحدث التكنولوجيات للتغلب على العقبات المرتبطة بتوليد الطاقة النظيفة، مثل إيجاد طرق فعالة لتخزين الطاقة المولدة من توربينات الرياح، ووسائل نقل الكهرباء، وتحويلها إلى وقود يستخدم لأنظمة النقل.
وأشار يورغنسين إلى أن خطة الدنمارك تتضمن تحويل الطاقة الكهربائية المولدة إلى هيدروجين، يستخدم بشكل مباشر كوقود لوسائل النقل المختلفة، كالشاحنات والسفن والطائرات.
وذكر يورغنسين أن المشروع هو في مراحله الأولى، وتجري المناقشات ما بين الحكومة الدنماركية والعلماء ورجال الصناعة والمستثمرين المحتملين، وتم اتخاذ قرار واحد، مضيفاً «نريد أن تكون 50.1% من المشروع، مملوكة ملكية عامة»، وأوضح «أن الجزيرة بمثابة بنية تحتية حيوية، وستكون جزءاً كبيراً من مصادر الطاقة لدينا»، بينما ستكون توربينات الرياح مملوكة لمستثمرين.
ووفقاً للسفارة الدنماركية في واشنطن، فإن أكثر من 50% من الطاقة الكهربائية في البلاد تأتي من خلال طاقة الرياح والطاقة الشمسية، كما أن خطط الدنمارك لتوليد 100% من الاحتياجات من الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة ستتم بحلول عام 2028.